محمد الرياني
في مركز العلاج الطبيعي ، شعرتُ بالراحة على الرغم من أن الألم خامد بانتظار فورانه لاحقًا ، الحركة في ممر الانتظارجميلة ورائعة ، أُبصر في عيون المراجعين آمالًا عريضة ، الصغار الذين ينتظرون أدوارهم يبدون رائعين جدًّا ، بين حين وآخر تفتح الممرضة الباب وتداعب الصغار من أجل أن تشرق عيونهم كما هو حال الممر الأبيض الناصع ، شعرت أنني في مكان آمن يبعث على الارتياح ، لاأزال أنتظر دوري للدخول على الطبيب ، الآلام التي تنتابني بين وقت وآخر تلاشت وقت الانتظار وكأنها تخشى حوار الطبيب ، ارتسمت على شفتي ابتسامة لم تفتح شفتي كثيرًا خشية أن يراني الآخرون فيستغربوا فعلي في صباح مختلف ، لا أزال أنتظر فهناك في الممر من تصاحبه الآلام ربما أكثر مني ، أختلس النظرات في طرفي الممر لعل النداء باسمي يحضر، الانتظار يجعلني أكثر قلقًا ولكني أمضيه في التأمل وقراءة ملامح الآخرين وهل هم يفكرون مثلي لإزهاق الوقت ، مرَّت دقائق قليلة وأنا أنتظر الوقت وفي غاية الاستمتاع ، الحوارات بين المراجعين تزداد بازياد أعدادهم والحوار أكثره دافئ وممتلئ بالأشجان ، قبل أن أدخل العيادة ازداد تأملي ، تبدو الحياة من حولنا رائعة جدًّا وعندما نعجز عن مواكبتها وتعجز أعضاؤنا فإننا قد نحتاج إلى ممرات بيضاء وكميات من المياه ونظرات حانية وباب ينفتح ليعلن دخولنا في بوابة الأمل وشمس تشرق من الشباك الخلفي للطبيب ليكتب لنا على نور أشعتها أبواب الأمل ؛ بالفعل كان الطبيب العربي في قمة الروعة وهو يستقبلني بكل أناقته ورزانته وهدوئه ويشرح حالتي ، في الاستقبال دعوني للعودة بعد يومين ، تبادلت الابتسامة مع موظفي الاستقبال وهم يخبرونني بالموعد وعلى محياهم نظرات مشرقة ، لقد أمضيتُ دقائقَ رائعةً في جنبات المستشفى العتيق من أجل حياة أفضل .
( كتبت هذا عند باب عيادة العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فهد الرائع)