مقال بقلم✍? الاستاذ التربوي
* خالد بن محمد الغامدي*
كتبها : خالد بن محمد الغامدي مدير عام شركة الريادة التعليمية ( مستثمر تعليمي )
كأحد العاملين في المجال التربوي والتعليمي ، وكمراقب لسياسات وزارة التعليم ، أرى أن هناك توجه جديد بدأ يدب داخل الوزارة و هو توجه لطالما حلمنا به ألا وهو الأهتمام الحقيق بنواتج التعلم ، لقد اهتم معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ بنواتج التعلم منذ اللحظة الأولى لتولي سعادته للوزارة وعمل على تنفيذ برامج مباشرة لتسحين تلك النواتج بشكل ملحوظ و تجلى ذلك في عدة برامج داخل المدرسة منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج الوعي القرائي و تحسين الخط والإملاء في المرحلة الابتدائية ، كذلك قياس نواتج التعلم باختبارات فصلية في المرحلة الابتدائية للصفوف من الثالث الابتدائي وحتى السادس الابتدائي بعدما كان التقييم مستمر بلا اختبارات فصلية .
ولعل المتتبع للشأن التربوي والتعليمي يرى في لقاء سعادته مع برنامج في الصورة، مع الإعلامي “عبدالله المديفر” الرد على الكثير من التساؤلات حول مستقبل التعليم في وطننا الغالي ، وملامح البرامج التطويرية التي تسعى الوزارة إلى بثها في الميدان خلال الفترة القادمة ، وهو ما يتضح في النقاط الآتية :
ثلاث فصول دراسية بدلاً من اثنان:
فقد ذكر سعادة وزير التعليم أن هناك اتجاه إلى تحويل السنة الدراسية إلى ثلاثة فصول بدلاً من فصلين، حيث أن هناك دراسة تقول بأن هناك هدر على مستوى العام الدراسي، وأن إيجاد 3 فصول يزيد من عدد الأيام الفعلية للتعلم، وأيضًا يزيد من كفاءة منظومة التعليم الداخلية والخارجية وأنه في القريب سوف يتم الجمع بين الحسنيين؛ نظام المقررات والفصول الدراسية، بحيث يكون هناك فصل صيفي يمكن الطالب من مواد للتغيير من مسار لمسار حسب رغبته”.
مواكبة التطورات لتوفير احتياجات سوق العمل
قال وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ إن وظائف المستقبل ستكون مختلفة، مشيرا أن هناك الكثير من الحديث والقليل من الأدلة، والكثير من الافتراضات والقليل من التحليل والاستنتاجات. وبين آل الشيخ، مع مرور الزمن وتغيّر التقنية والصناعات استجدّت هناك بعض الوظائف الجديدة وتغيّرت أيضا بعض مصفوف الكفايات لوظائف أخرى وتغيّرت أيضا بعض المهارات التي أصبحت تعتبر مطلوبة في كل وظيفة وفي كل مجال من مجالات العمل. وأشار آل الشيخ، أن هنالك بعض جوانب الإبداع في إنشاء نماذج لريادة الأعمال من أجل تقديم خدمات بطريقة مختلفة، مؤكدا، بأننا مازلنا نحتاج إلى معرفة وظائف المستقبل ومهارات القرن الـ 21 والثورة الصناعية الرابعة. ودعت الدراسة إلى تشجيع القطاع الخاص للمساهمة في إنشاء مؤسسات تعليمية رائدة في مجال تعليم التكنولوجيات الحديثة، بما يسهم في تزويد سوق العمل بجيل جديد من الخريجين القادرين والمؤهلين علمياً ومهارياً على شغل وظائف المستقبل. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات والمبادرات من أهمها إطلاق هيئة استشراف لوظائف المستقبل في المملكة، وأهمية الاستمرار في تطوير التعليم والتدريب في المملكة لمواكبة متطلبات سوق العمل وتلبية احتياجاته من وظائف المستقبل، وإنشاء المركز الوطني للتحولات الرقمية والثورة الصناعية الرابعة للمساهمة في وضع الخطط الاستراتيجية للتحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، وذلك للاستعداد للتكيّف مع مهارات واحتياجات وظائف المستقبل،
الاهتمام بالارتقاء بترتيب المملكة في الاختبارات الدولية
أشار كذلك وزير التعليم إلى أن نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية أكدت ضعف الطلبة في الفهم القرائي والمهارات الكتابية، لذلك تم تخصيص 5 دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم للصف الثاني والثالث الابتدائي، و10 دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم للصف الرابع والخامس الابتدائي؛ لتعزيز مهارات الكتابة والقراءة، مشيراً إلى أهمية العناية بوقت التعلم في كل حصة وكل يوم، وتحديد حد أدنى لوقت التمدرس (العمليات التي تجرى داخل الفصل الدراسي)، وعدم الاعتماد على وقت التدريس، وجعل ذلك عمل أساسي وأصيل لإدارة التعليم ومكاتب التعليم، لافتاً إلى أن استمرار التقويم المستمر في وضعه السابق لم يغيَر من حال التعليم، بل أثبتت النتائج انخفاض نتائج المملكة في الاختبارات الدولية في فترة التطبيق، وبالتالي كان تعديل اللائحة أحد الحلول المقترحة والمهمة.
وأكد سعادته على تطوير “لوحة مؤشرات” لكل مدرسة ومكاتب التعليم والإدارات التعليمية في المملكة، وفق الاختبارات الدولية والتحصيلية، وذلك بترتيب المدارس وفق النتائج لكل مكتب، وكل إدارة على مستوى المملكة، موضحاً أن تسليم النتائج لإدارات التعليم ومكاتب التعليم والمدارس والمعلمين يأتي من الأهمية بمكان؛ لأنهم المعنيون بالتحسين، ومالم تصل النتائج للمدرسة وتطور بنفسها استراتيجيات التحسين مع قائد المدرسة والمشرفين وتصل للمعلمين؛ فكل الجهود التي ستبذل ستكون ضياعاً للوقت، مشدداً على أهمية تطوير المعلم مهنيًا وبشكل نوعي، لاسيما بعد صدر الأمر السامي بتحويل المركز الوطني للتدريب المهني إلى معهد له استقلاليته وميزانيته الخاصة التي ستسهم بتطوير مهني نوعي للمعلمين . سائلين الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير لأبنائنا الطلاب و رفعة و رقي وطننا الغالي .