مساء الفل يا قمرا
على شرفاتِه القمرُ
مساء ينتشي طرباً
ويحلو عنده السَّمرُ
مساءً صادقَ الإحساسِ
في وجناتِه الخَفَرُ
مساءً والنجوم هوى
بنور سُراه تعتصرُ
مساءً يا مُعذِّبتي
على شفتيك يستعرُ
مساءً يحتسي أملاً
تناثر حوله المطرُ
وغابتْ عنه خفقته
وتاهَ العودُ والوترُ
فلا الوجناتُ يقطفُها
ولا الوزابُ والزهرُ
ولا طيف يسامرُهُ
يحوِّمُ حولَهُ الوطَرُ
ولا همسٌ يوشوشُهُ
فيفضحُ همسَهُ السَّحَرُ
ولا الأحضانُ دافئةٌ
ولا الغيمات تنهمرُ
ولا أملا يداعبه
به الرغبات تعتكرُ
فكيف العمرُ يذرعُهُ
ولا حبٌّ ولا خطَرُ ..!
علي الصميلي