أهلا بها حين تأتي تشبهُ القمرا
تختال كالظبي كالقيثارِ إن حضرا
تميس كالضوءِ ، كالأحلامِ أغنيةً
لها من الحسنِ ما يسمو بها خفَرا
ضممتها ملء صدري ، ليتها وقفتْ
بي الحياةُ ، ولم أفقدْ لها صُوَرا
أهفو إليها إذا ضاق الفضاءُ ، وإنْ
مادتْ بي الأرض كم أشتاقُها نظرا
في كل همسةِ أنثى دفءُ زفرتها
في كل رعشة قلب أتبعُ الأثرا
كأنها من بياضِ الفلِّ قادمةٌ
عشقا ، تسِحُّ على أعماقي المطرا
ياليتها في فمي موالُ عازفةٍ
وفي شفاهي شهدٌ يبعثُ السَّكَرا
في أرضِ صامطة حسناءُ زاكيةٌ
ما كلُّ شعري إليها يطفئ السَّهرا
تلك التي عبثتْ في الروحِ بسمتُها
وجرّبَ القلبُ منها ما غدا خبَرا
حتى المنامُ جفاني وانتشى وجعي
للهِ من وجعٍ من مقلتيك سرى !
هل من سبيل إليها والهوى قدري
هل المسافات تطوي بيننا السفرا ؟
علي الصميلي