قمة التعاسة
يقول الدكتور “إبراهيم الفقي”: “لا يوجد إنسان تعيس، ولكن توجد أفكار تسبب الشعور بالتعاسة”؛
على الرغم من كون السعادة هدفا وغاية يسعى لها الإنسان، فإن البعض يكتفون بالانغماس في البؤس .
حتى إنهم قد يتفاخرون به، وحتى عند إعطائهم خطوات لتحسين حياتهم، يبدو أنهم يفضلون الاستمرار في الشكوى.
هل أنت مدمن تعاسة ؟
تٌعرف التعاسة بأنها حالة مزاجية سلبية، تسيطر على حياة الإنسان فتحرمه السعادة ،و المتعة ،و راحة البال، و تجعله أسيراً للأحزان ، و القلق و فقدان الحماسة و الرغبة .
التعاسة هي التفكير المشتت، والحائر والذي يغلب عليه الشعور بالتيه والعبوس في وجه المقربين والأصدقاء، والعيش بابتسامة زائفة مصطنعة وذلك نتيجة التعرض لبعض المواقف المزعجة أو التعامل مع أشخاص يسببون التوتر النفسي والعصبي أو نتيجة لاختيارات خاطئة .
بعض الناس يحبون المشاعر السلبية ، و
يسعدون عندما يشعرون بالتعاسة و يستمتعون بدور الضحية والفشل الأمر الذي يجلب مزيداً من التعاسة وصعوبة الخروج من تلك الدائرة.
*مسببات التعاسة في الحياة
هناك مجموعة من السلوكات والأفكار التي إذا تبناها الإنسان، يكون قد فتح الباب للتعاسة للدخول إلى حياته، ومن أهمها:
عدم وجود أهداف:
من أسباب التعاسة غياب الهدف؛ حيث يعيش الإنسان حياته تعيساً ضائعاً لا يشعر بقيمة وجوده.
إذا كنا نفكر في أنفسنا بطريقة سلبية وكان تفكيرنا عن صورتنا الذاتية سلبي، وتقديرنا لذواتنا متدني، سنكون بكل تأكيد تُعساء.
سبب تعاستك هي أفكارك السلبية التي أخذتها على محمل الجد وتحولت لاحقًا إلى مشاعر
تحميل النفس فشل الكون
فلا يجب أن تحمل نفسك أكثر مما ينبغي، حتى لا تتحول لإنسان تعس وتصاب بنوبات جلد الذات.
عدم تعايش الواقع
و تعد نفسك بأحلام وردية يعد من أسباب التعاسة لأنه يجعل الشخص متعلقاً بأشياء واهية يصعب تحقيقها.
غياب الأكل الصحي والتدخين
التدخين والعادات غير الصحية في الأكل، تساعدك في الوصول إلى التعاسة بشكل أسرع .
مواعيد النوم والطعام العشوائية
والنوم متأخراً ولساعات قليلة جداً أو كبيرة جداً يعد من أسباب التعاسة.
عدم ممارسة التمارين الرياضية
و غياب الرياضة يسيطر الشعور بفقدان الطاقة وهو من علامات التعاسة.
التحديق في الشاشات
سواءً كان تلك شاشة ألعاب الفيديو، أو مواقع التواصل الاجتماعي، اليوتيوب، أو مسلسلات وأفلام، فقضاء وقت طويل عليها من أسباب التعاسة، ومن علامات ذلك الشعور بالألم في العينين أو الرأس أو الرقبة.
تجنب التواصل البشري
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، وعدم التواصل الإنساني بين البشر وبعضهم يجلب الشعور بالوحدة ومن ثم التعاسة.
كيف أُبعد التعاسة عن حياتي ؟
حدد هدفك:
إن أردت السعادة وإعطاء قيمة لحياتك، فحدد هدفك؛ وهذا يجعلك تعمل وتنظم وقتك، وتشعر بالغاية من وجودك.
كن قنوعاً:
تعد القناعة والرضى أهم مفاتيح السعادة وتجنب التعاسة؛ لذا يجب عليك أن تقتنع بحياتك وترضى بما لديك، مع الرغبة والسعي الدائم إلى التحسين نحو الأفضل.
الاكتفاء الذاتي:
اكتف بذاتك، وكن مكتملاً بها؛ بمعنى لا تقيم نفسك بناء على أراء وكلام الآخرين عنك، ولا تسمح لهم بإحباطك أو زعزعة ثقتك بنفسك.
ابتعد عن السلبيين:
ابن حاجزاً بينك وبين الأشخاص السلبيين المحبطين لمن حولهم، حتى لا تنتقل إليك مشاعرهم السلبية.
ابحث عن شغفك:
لن تعرف طريقك إلى السعادة، ما لم تبحث عن شغفك وتمارسه، فقد يكون شغفك في السفر، أو العزف، أو الرسم، أو ممارسة مهنة ما، شغفك يحميك من التعاسة.
حرر داخلك:
حرر داخلك وأطلق العنان لمشاعرك، عبر عن حبك، وفرحك، وغضبك، وحزنك، لا تقيد نفسك بقيود الخوف أو الخجل.
كن حاضراً في اللحظة: تحرر من الماضي والمستقبل، وكن حاضراً في اللحظة، فلا أنت قادر على تغيير الماضي ولا توقع المستقبل.
شارك:
لا تكن شخصاً وحيداً، اجعل نفسك محاطاً بالأقارب والأصدقاء، وشارك لحظاتك فرحك وحزنك وحتى طعامك معهم؛ حيث توصلت إحدى الدراسات التي قامت بها “جامعة أكسفورد” إلى أنَّ تناول الشخص للطعام دون مشاركة أحد له، يشكل سبباً رئيساً من أسباب التعاسة.
غامر :
لا تترك الرتابة والمللِ يُسيطران على حياتك؛ بل أدخِل المغامرة إليها، فجرب أشياء جديدة، واكسر روتين حياتك، وزر أماكن جديدة، وتعرف على أناساً جدد.
طور ذاتك:
لا تُهمل نفسك؛ بل اسع إلى تطوير ذاتك باستمرار، واكتساب مهارات جديدة؛ فهذا يوسع آفاقك، ويجعلك تشعر بالرضى عن نفسك.
ركز مع نفسك:
لكل شخص منا ما يميزه عن غيره، فقد تنجح أنت في هذا الأمر، وينجح غيرك في ذاك؛ لذا ركز على نفسك وطورها ، ولا تنظر إلى غيرك أو تقارن نفسك به.
سامح:
حرر نفسك من مشاعر الحقد والكراهية، واستبدلها بمشاعر الصفح والتسامح، حتى تحصل على السلام الداخلي وتتجنب التعاسة.
تفاءل وكن إيجابياً:
كن متفائلاً وفكر بإيجابية، وانظر إلى نصف الكأس الملآن، وتجاوز الفشل والأخطاء، وانظر إليها على أنَّها دروس تتعلم منها.
اتبع نمط حياة صحي:
اتبع نمط حياة صحي من غذاء صحي وممارسة الرياضة والنوم لساعات كافية؛ فهذا يجعلك مرتاحاً جسدياً ونفسياً.
ابتسم:
الابتسامة مفتاح السعادة، اجعلها تعلو وجهك مهما كانت الظروف؛ وذلك لأنَّها تحرِّرك من المشاعر السلبية، وتعود عليك بمحبة من الآخرين.
نصيحة: حاول أن ينصبّ تفكيرك على كيفية تخطي المشاكل وليس البحث عن الأعذار ولعب دور الضحية.
نصيحة: لا تشتك كثيرًا، فهذا يؤجج التعاسة
بالفعل.
لا تتوقعي الأشياء السيئة دائمًا؛ حتى لا تتعرضي لها بالفعل.
يقول :
عبد الوهاب مطاوع
أقسى من التعاسة ، أن تضطر مرغماً للتظاهر بالابتهاج .
ندى فنري
أديبة / صحفية