يواجه الإنسان خلال يومه في العمل العديد من التحديات، والمواقف المربكة، وغير السارة
ولكنه يتحملها من أجل توفير لقمة العيش للأسرة .
يحزن الناس بشكل مختلف، و ينتاب الكثير منا في أغلب الأوقات حالة من الإحباط،
والغضب أو الشعور بالهم أو الضيق أو الحزن، أو إصابة أحد من المقربين، أو الأصدقاء، ولا نعلم كيف نخففهم عنهم همومهم؟
كيف نقدم الدعم العاطفي ؟
في حياتنا اليومية نمر بالعديد من المواقف والتحديات ولذلك فإن تقديم الدعم العاطفي للطرف الآخر أمر في غاية الأهمية،لأنه يحافظ على قوة وسلامة العلاقات
و يزيد من المشاعر الإيجابية التي تربط الطرفين .
الدعم الأول هو لشريكك، أن تتواجد معه، ماديًا وعاطفيًا….أن تنصت وتتعاطف….أن تكون صادقًا داعمًا…. أن تستمر في الوجود حوله حتى تتأكد أنه يستطيع الوقوف مرة أخرى.
من المهم جداً جعل الشخص الذي يحتاج إلى العاطفة يشعر بأنه يستطيع أن يثق بك .
أما بالنسبة للأصدقاء علينا أن ننتبه أن النفس تألف من يساعدها وتشعر معه بالأمان
وتلك هي أخطر الأسلحة للوقوع والسقوط في فخ المشاعر فيجب عليك ابقاء الحدود مع أي إنسان .
أظهرت الأبحاث أن بعض اللمسات جيدة عندما تحاول إظهار الدعم ، ولكن من المهم جدًا أن تحد من اللمس ما لم تكن تعرف الشخص جيدًا.
مهارة الدعم العاطفي قد تكون فطرية و لكنها، غالباً ما تكون مكتسبة.
ما هو الدعم العاطفي؟
بشكل عام يُظهر الأشخاص الدعم العاطفي للآخرين من خلال تقديم التشجيع الحقيقي و الطمأنينة
و الرحمة بهم، قد يشمل ذلك أشياء مثل التعبيرات اللفظية للتعاطف
أو الإيماءات الجسدية لإيصال الشعور بالمودة،
نصائح تساعدك على تقديم دعم عاطفي عالي الجودة لأي شخص في حياتك :
– الاستماع جيدًا :
يمكنك الاستماع له عبر الهاتف
– اطرح الأسئلة :
يمكنك أن تسأل الشخص الأخر عما حدث أو كيف يشعر
– المهم أن يشعر الشخص الأخر أنك مهتم حقًا بسماع ما سيقوله وأنك تريد حقًا دعمه.
استخدم أسئلة مفتوحة للمساعدة في توجيه المحادثة وإثارة المناقشة.
يجب أن تبدأ أسئلتك بكلمات مثل “كيف” و “لماذا” ويجب أن تثير المناقشة بدلاً من ردود كلمة واحدة.
بعض الأمثلة على الأسئلة المفتوحة هي: “ماذا حدث؟” “ماذا ستفعل بعد ذلك؟” و”كيف جعلك الأمر تشعر؟”
استمع إلى جواب ذاك الشخص.
انظر إلى الشخص وأعطه كامل تركيزك، فهذا يشعِره بالأهمية.
استخدم لغة الجسد وإشارات غير لفظية كي يعرف الشخص بأنك تصغي إليه
. هز رأسك من حين لآخر وابتسم عندما يكون الأمر مناسبًا
إظهار التعاطف عنصر أساسي لمساعدة شخص ما على الشعور بالدعم.
من المهم أن تفهم بوضوح ما يحاول الشخص أن يقول إن أردت إظهار المزيد من التعاطف.
لا تقاطع الشخص وهو يتكلم، بل أعطه الفرصة ليعبر عما يفكر ويشعر به من دون المقاطعة.
تذكر أن هذا ليس وقت لصنع الأحكام أو الانتقاد.. إن الاستماع وإظهار العاطفة لا يعني بالضرورة أنك تتفق مع ما يقوله الشخص، بل بأنك تهتم له وبما يمر به.
لا تقل جملًا مثل: “قلت لك…” أو “ليس أمرًا كبيرًا” أو “لا يمكن أن يكون سيئا لهذه الدرجة.” أو “أنت تبالغ”.
مهمتك هنا إظهار العاطفة وتقديم الدعم.
لا تقل له كيف عليه أن يشعر، بل قدم اقتراحاتٍ مثل “تبدو حزينًا جدًا”
أو “تبدو محبطًا جدًا .
تجنب محاولة تقديم النصيحة إلا إذا طلب منك ذلك .
من المهم أن يشعر الشخص بالأمان في التعبير عن مشاعره.
قد لا يكون لدى الشخص الإجابة فورًا ولا بأس بذلك.
لا تضغط عليه من أجل اتخاذ قرار على الفور، فقد يحتاج إلى من يستمع إليه .
تذكر أنك لا تقوم بإصلاح المشكلة للشخص، بل إنك ببساطة تقدم له الدعم في إيجاد حل للمشكلة بنفسها.
يمكنك فعل كل ما في وسعك للمساعدة في جعل الأمور أفضل للشخص .
تجنب إبداء رأيك إلا إذا طُلب منك التعليق مباشرة .
لا تقلل من تجربة الشخص .
تذكر أنك لا تتخذ القرارات للشخص. وظيفتك هي إظهار الدعم له ومساعدته في اتخاذ قراراته الخاصة.
تأكد من القيام بما وعدت به للمساعدة. من الأفضل أن تقوم بأشياء تعلم أنه يمكنك الالتزام بها حقًا بدلًا من المخاطرة بخيبة أمل الشخص من خلال الرجوع عن كلمتك لاحقًا.
أما فيما يتعلق بالدعم المعنوي فإن الاعتقاد أو الإيمان بعمل شخص ما وتشجيعه و إخراج الأفكار السلبية من عقله .
عليك احترام الفروق الفردية أمر أساسي ، بغض النظر عن معتقدات الناس وقيمهم وخصائصهم الشخصية، فإنه يهدف إلى رؤية كل سماتهم الإيجابية والسلبية وإنشاء تواصل تعاطفي مع الناس.
أي موضوع قد يرغب الشخص في مناقشته يمكن أن يكون موضوع دعم نفسي.
في النهاية من الشخص الذي يستحق الدعم؟
الذي لا يتفانى عن دعم غيره حتى ولو بكلمة .
فَمن يعطي الخير يستحق أن نُجازيه بالمثل
ندى فنري
أديبة / صحفية