مقالات مجد الوطن

(صَدَفة)

 

سقطت عيني بالصُدفة على حافة شاطئ البحر وبين الرمال الناعمة والأمواج الرقراقة على صَدَفة ، اقتربتُ منها ثم انحنيت لها بكامل روحي قبل جسدي ، مددتُ يدي مُلتقطة إياها بكل وداعة وحب..

نفضتُ رمل السنين عنها بفمي وقلبتها بين يدي باحثة عن مكنونها ، ثم أدنيتها من شفتي موشوشة لها قائلة :

مكنون خاطري المكسور ؛ هل من جبرٍ له..؟!

و البهجة التي غادرتني ، أتعود يوماً..؟!

والبسمة الحقيقية على ملامح صدري قبل وجهي ، أفلَ ضهورها منذُ زمن طويل ، أتطرقُ بابي يوماً..؟!

ولن أسأل عن خيبات الزمن لأنهُ بريء ، فهي من صُنع البشر ، هلّا تُمحى..؟!

والسماء مازالت ذات نقاء ، أم لوثتها الظنون..؟!

وأين أجد الأمان بعد الأرواح المغادرة..!؟

.

تحركت بين يدي وقالت :

على رسلك تمهلي..!

قلتُ بفزع : تسمعين ما أقول..؟!

قالت : نعم ، ولا أفقه شيئاً آخر غير الإنصات وبعضاً من الكلمات ؛ علّها تشفع و تشفي..

اجعليني بالقرب من مسمعيك لأقول لك أمراً..

قلتُ : تفضلي أيتها الصَدَفة..

قالت :

الخاطر المكسور جبرهُ بين يدي الرحمن..

البهجة ستعود عند فتح الطريق لها من جديد..

بالرضى والتراضي نبتسم..

بالأمل نمحو الخيبات..

نقاء السماء بجلاء البصيرة قبل البصر..

يكمُن الأمان في يديك ، لذا تمسكِ بي جيداً..

……………….

الكاتبة / أحلام أحمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى