…………………….
واسوَّدتِ الحالاتُ في صفحاتنا
والحُزن بالجوَّال مَن يخفيهِ
لِمَ هذه الدنيا تفرِّق شملنا
تمحو الجمال و كل ما يعنيهِ
تبكي على الموتى وتنسى حالنا
والحيُّ مَن يبكيه أو يرثيهِ
فالحيُّ ميْتٌ بالقلوب وصمتها
والميْتُ حيٌّ كلنا نُحييهِ
فانظر إلى الطفل اليتيم و حظه
مَن سال بين الدمع في عينيهِ
مَن أيقظ الحزن الصغير بخده
مَن أخفى لون الورد في خديهِ
مَن ذا يعيد الحضن في آلامه
ويكون في أمٍّ له و أبيهِ
فالحظ عكَّازٌ وفي أقدامه
والسعد في كفيه من يَرميهِ
مَن يسدلُ الأحزان ستراً عازلاً
والثوب ثوب النعيِ مَن يطويهِ
مَن يغسلُ الأتراح في أشجاننا
والجرح جرح القلب مَن يكويهِ
تبَّاً لمَن يعطي السعادة لحظة
ويصبُّ فيها الهمَّ أو يهديهِ
مَن يستردّ الدَّين لحظة عُسرة
لاتأمننَّ الورد في كفيهِ
ويداعب النِّمس الأرانب رأفة
يخلو بها و الناب في فكيهِ
فكذلك الدنيا وهذا حالها
والمُرُّ بين البُنِّ مَن يُمحيهِ
فالطيبون تراحلوا في غفلة
والذئب فينا مَن يلفُّ يديهِ
رحل الكرام ولم يعد في قريتي
إلا تراب الأمس نُدفَنُ فيهِ
إن كنت تعبث بالقلوب و نبضها
وأخاً يجاهر دائماً بأخيهِ
وتعيش في كل الأمور مخاصماً
والهجر مزروعٌ على قدميهِ
فتذكَّرِ القبر الذي ترنو له
ستكون فيهِ و ظالماً تأويهِ
وتبيتُ محظوراً بقبرك نادماً
والحظر في الجوَّال مَن يلغيهِ
…………………………….
أبو حليم ……
