“عروس في الجنه”

بقلم الكاتبه عائشه مطاعن

*المقدمة*

في عالم يمتلئ بالجمال والشقاء، كانت حياة فتاة جميلة تعكس روعة الخلق، لكنها تحولت إلى مأساة لا تنسى. قصة تحمل في طياتها الألم وخيبة أمل، تظل محفورة في ذاكرة من عايشوها بالدموع والأسى. هذه القصة تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه الكثيرون، حيث يتحول الحلم إلى كابوس والجمال إلى قُبح، والأمل إلى ألم. اليكم تفاصيل قصة “عروس في الجنه”

*بداية القصة*

يسترجع الإنسان بعض الذكريات المتعلقه بالماضي وما مرت به من مواقف محزنة ومفرحة وما مر به في هذه الدنيا، فها أنا اليوم احكي لكم أحد الذكريات المؤلمة التي عشتها بكل تفاصيلها الموجعه: برغم صغر سني كان هناك فتاة فاتنة في منتهى الحسن والجمال، والجميع يشهدلها بحسن أخلاقها وجمالها، وفي يومٍ ما أعجب بها ابن الجيران وطلب من أبيه أن يتقدم لخطبتها. وبالفعل ذهب كلاً من الأب والفتى لخطبة هذه الحسناء الا أن والد الفتاة رفض لعدة أسباب: منها أن الشاب كان عاطلًا عن العمل، ولا يصلي، ومعروفٌ عنه أنه سيء السمعه والأخلاق بالاضافه الى أن الفتاة مازالت صغيرة، على الرغم من أنها كانت أكبر إخوتها، الا انها تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا.

وعندما تم رفض الفتى غضب والده غضباً شديداً لكنه أسرها في نفسه وتوعد وقال: “يحرم على الفتاة أي شاب غير ابني”.

*الزواج*

مرت شهور وتقدم للفتاة ابن احد الجيران الآخرين والذي كان يتمتع بصفات حسنه وكان يعمل في الرياض. عندما رأى الفتاة أعجب بحسنها وجمالها وتسائل: “يا إلهي؛ أهذا مَلكٌ يمشي على الأرض!” ومن شدة دهشته واعجابه بها أسقط ما كان يحمله من زادٍ على الأرض وهرع مسرعاً خلفها ليعرف من هي ؟ ابنة من ؟

وكان المطر يهطل عليه بغزارة وهو يقول: “أين ستذهب هذه الفتاة الجميلة؟” فعلم بأنها ابنة جاره، فتقدم لاحقاً لخطبتها ورحب به والد الفتاة وقبلت هي الأخرى بالشاب ونشأت بينهما قصة حبٍ جميله.

وعندما سمع الجار “والد الفتى الذي تم رفضه”أهازيج الفرح من بيت جاره، توعد وقال: “سوف يندم أشد الندم إن زوجها”.

*المرض والوفاة*

تمت الخطوبة وبعد أسبوع تم الزواج. وفي صباح اليوم التالي من الزواج، صرخت الفتاة من بطنها وقالت: “يا أبي، بطني يتمزق من شدة الألم.” وغابت عن الوعي لدقائق.

مرضت العروس وأصبحت طريحة الفراش، من مشفى لآخر. ويأس الأب والأم من علاج ابنتهما العروس، وأخذها زوجها للعلاج لكن دون جدوى.

فقال أحد الجيران للأب: “اذهب بها عند جارك، فهو يعالج ويرقي الناس” لم يصدق الخبر، وأخذ الأب والأم الفتاة لجارهم، وهي طريحة الفراش.

وقال الأب للجار: “ابنتي ستموت من المرض يا جاري العزيز سمعت إن عندك علاج لها” نظر لها الجار وفي عيونه خبث ومكر، وهو يقول في نفسه: “لن تعيشي مهما صار”

وأوهم الأب بأن العلاج عنده، وقال له: “حسنًا، هذه عُشبة دَعها تستنشقها وهذه عُشبة أخرى اسقها بها.” كان الجار سعيدًا بما وصلت إليه حالة الفتاة، من الوجع والأسقام الذي المُ بجسدها المنهك الهزيل.

لم يدرك الأب أن جاره كان مشعوذًا وساحرًا، وأن العُشبة كانت سحرًا يزيد من آلامها وأوجاعها ويقضي عليها.

*نهاية القصة*

مرت الساعات والجار يختلس السمع، يود أن يسمع صوت النواح والصياح من بيت جاره. ومع أذان الفجر، استفرغت الفتاة السحر مخلطًا بالدم، وقالت: “أمي أمي” وبصوت خافت قالت: “اقتربي يا أمي كي أودعكي انتي وأبي”

اقتربت منها أمها وقالت: “ما بك يا ابنتي؟”

قالت: “يا أمي، هذا الموت أتاني وأنا راحلة. ربي ارحم ضعفي، وقلة حليتي و اجعلني من الصابرين والشاكرين، امي اني أرى روحي تصعد لخالقها، أمي وابي وزوجي الحبيب سامحوني، فإني اتعبتكم معي بمرضي، سامحوني”.

وزاغ بصرهَا، ورفعت سبابتها وقالت الشهادة: “اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله واشهد أن الموت حق” وفاضت روحها الى خالقها.

ثم رحلت العروسة من الدنيا، ولم تتهنى بزواجها. صرخت الأم وهي تلطم نفسها: “يا عبد الله، رحلت ابنتي وتركتني لوحدي.”ا

أغلق الأب عينيها وهو يبكي، وقال للأم: “يا أم حمزة، اصبري وصابري واحتسبي الأجر عند الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.”وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا اناالله وانا اليه راجعون

فرح الجار وقال: “أنا من وضع لها سحرًا وقتلتها بالعشبة.”قبل ليلة زواجها.

وعلم الأب والأم وقالا: “حسبنا الله ونعم الوكيل. نلتقي يوم تلتقي الخصوم عند الله.

وجاء وعد الله للمظلوم وانتقم الله شر إنتقام من الجار الساحر حيث عُمي بصره، وشلت أطرافه، واصيب بمختلف الاسقام والامراض وأخذ الله اهله في حادثٍ مؤسفٍ اليم وعاش حياته يتمني الموت إلى أن مات. ولم يصلي علي جنازته غير من بقي من اهله وهذا جزاء كل ساحر وفاجر .

“إن الله شديد الانتقام.”

( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ).